كتاب: في ظلال القرآن (نسخة منقحة)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: في ظلال القرآن (نسخة منقحة)



إنه منهج واقعي جاد. يواجه وقائع الحياة بالأحكام، المشتقة لها من أصول شريعة الله، مواجهة عملية واقعية.. مواجهة تقدر المشكلة بحجمها وشكلها وظروفها كاملة وملابساتها، ثم تقضي فيها بالحكم الذي يقابلها ويغطيها ويشملها وينطبق عليها انطباقاً كاملاً دقيقاً..
فأما الاستفتاء عن مسائل لم تقع، فهو استفتاء عن فرض غير محدد. وما دام غير واقع فإن تحديده غير مستطاع. والفتوى عليه حينئذ لا تطابقه لأنه فرض غيرمحدد. والسؤال والجواب عندئذ يحملان معنى الاستهتار بجدية الشريعة؛ كما يحملان مخالفة للمنهج الإسلامي القويم.
ومثله الاستفتاء عن أحكام شريعة الله في أرض لا تقام فيها شريعة الله، والفتوى على هذا الأساس!.. إن شريعة الله لا تستفتى إلا ليطبق حكمها وينفذ.. فإذا كان المستفتي والمفتي كلاهما يعلمان أنهما في أرض لا تقيم شريعة الله؛ ولا تعترف بسلطان الله في الأرض وفي نظام المجتمع وفي حياة الناس.. أي لا تعترف بألوهية الله في هذه الأرض ولا تخضع لحكمه ولا تدين لسلطانه.. فما استفتاء المستفتي؟ وما فتوى المفتي؟ إنهما- كليهما- يرخصان شريعة الله، ويستهتران بها شاعرين أو غير شاعرين سواء!
ومثله تلك الدراسات النظرية المجردة لفقه الفروع وأحكامه في الجوانب غير المطبقة.. إنها دراسة للتلهية! لمجرد الإيهام بأن لهذا الفقه مكاناً في هذه الأرض التي تدرسه في معاهدها ولا تطبقه في محاكمها! وهو إيهام يبوء بالإثم من يشارك فيه، ليخدر مشاعر الناس بهذا الإيهام!
إن هذا الدين جد. وقد جاء ليحكم الحياة. جاء ليعبد الناسَ لله وحده، وينتزع من المغتصبين لسلطان الله هذا السلطان، فيرد الأمر كله إلى شريعة الله، لا إلى شرع أحد سواه.. وجاءت هذه الشريعة لتحكم الحياة كلها؛ ولتواجه بأحكام الله حاجات الحياة الواقعية وقضاياها، ولتدلي بحكم الله في الواقعة حين تقع بقدر حجمها وشكلها وملابساتها.
ولم يجئ هذا الدين ليكون مجرد شارة أو شعار. ولا لتكون شريعته موضوع دراسة نظرية لا علاقة لها بواقع الحياة. ولا لتعيش مع الفروض التي لم تقع، وتضع لهذه الفروض الطائرة أحكاماً فقهية في الهواء!
هذا هو جد الإسلام. وهذا هو منهج الإسلام. فمن شاء من علماء هذا الدين أن يتبع منهجه بهذا الجد فليطلب تحكيم شريعة الله في واقع الحياة. أو على الأقل فليسكت عن الفتوى والقذف بالأحكام في الهواء!
ويبدو- بالاستناد إلى رواية مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنه ومن قول سعيد بن جبير كذلك في أسباب نزول الآية: {يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم...} أن من بين ما كانوا يسألون عنه أشياء كانت في الجاهلية. ولم نقف على معين للسؤال ماذا كان. ولكن مجيء الحديث في السياق عن البحيرة والسائبة والوصيلة والحامي بعد آية النهي عن السؤال يوحي بأن هناك اتصالاً ما.. فنكتفي بهذا لنواجه النص القرآني عن هذه العادات الجاهلية:
{ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا أو لو كان آباؤهم لا يعلمون شيئاً ولا يهتدون}..
إن القلب البشري إما أن يستقيم على فطرته التي فطره الله عليها؛ فيعرف إلهه الواحد، ويتخذه رباً، ويعترف له وحده بالعبودية ويستسلم لشرعه وحده؛ ويرفض ربوبية من عداه فيرفض إذن أن يتلقى شريعة من سواه.. إما أن يستقيم القلب البشري على فطرته هذه فيجد اليسر في الاتصال بربه، ويجد البساطة في عبادته، ويجد الوضوح في علاقاته به.. وإما أن يتيه في دروب الجاهلية والوثنية ومنعرجاتها، تتلقاه في كل درب ظلمة، ويصادفه في كل ثنية وهم. تطلب إليه طواغيت الجاهلية والوثنية شتى الطقوس لعبادتها، وشتى التضحيات لإرضائها؛ ثم تتعدد الطقوس في العبادات والتضحيات، حتى ينسى الوثني أصولها، ويؤديها وهو لا يعرف حكمتها، ويعاني من العبودية لشتى الأرباب ما يقضي على كرامة الإنسان التي منحها الله للإنسان.
ولقد جاء الإسلام بالتوحيد ليوحد السلطة التي تدين العباد؛ ثم ليحرر الناس بذلك من العبودية بعضهم لبعض؛ ومن عبوديتهم لشتى الآلهة والأرباب.. وجاء ليحرر الضمير البشري من أوهام الوثنية وأوهاقها؛ وليرد إلى العقل البشري كرامته ويطلقه من ربقة الآلهة وطقوسها. ومن ثم حارب الوثنية في كل صورها وأشكالها؛ وتتبعها في دروبها ومنحنياتها. سواء في أعماق الضمير، أم في شعائر العبادة، أم في أوضاع الحياة وشرائع الحكم والنظام.
وهذا منعرج من منعرجات الوثنية في الجاهلية العربية، يعالجه ليقومه ويسلط عليه النور ليبطل ما حوله من أساطير. ويقرر أصول التفكير والنظر؛ وأصول الشرع والنظام في آن:
{ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون}..
هذه الصنوف من الأنعام التي كانوا يطلقونها لآلهتهم بشروط خاصة، منتزعة من الأوهام المتراكمة في ظلمات العقل والضمير. البحيرة والسائبة والوصيلة والحامي!!!
هذه الصنوف من الأنعام ما هي؟ ومن الذي شرع لهم هذه الأحكام فيها؟
لقد تشعبت الروايات في تعريفها، فنعرض نحن طرفاً من هذه التعريفات: روى الزهري عن سعيد بن المسيب قال: البحيرة من الإبل يمنع درها للطواغيب (أي يحجز لبنها ويخصص للآلهة فلا يطعمها الناس وكهنة الآلهة هم الذين يأخذونه طبعاً!) والسائبة من الإبل كانوا يسيبونها لطواغيتهم. والوصيلة كانت الناقة تبكر بالأنثى، ثم تثني بالأنثى فيسمونها الوصيلة، يقولون: وصلت أنثيين ليس بينهما ذكر، فكانوا يذبحونها لطواغيتهم. والحامي الفحل من الإبل كان يضرب الضراب المعدود (أي يقوم بتلقيح عدد من النوق) فإذا بلغ ذلك يقال: حمي ظهره، فيترك، فيسمونه الحامي.
وقال أهل اللغة: البحيرة الناقة التي تشق أذنها، يقال: بحرت أذن الناقة أبحرها بحراً، والناقة مبحورة وبحيرة، إذا شققتها واسعا. ومنه البحر لسعته. وكان أهل الجاهلية يحرمون البحيرة، وهي أن تنتج خمسة أبطن يكون آخرها ذكراً، بحروا أذنها وحرموها وامتنعوا من ركوبها ونحرها، ولم تطرد عن ماء، ولم تمنع عن مرعى، وإذا لقيها المعيي لم يركبها. قالوا: والسائبة المخلاة وهي المسيبة، وكانوا في الجاهلية إذا نذر الرجل لقدوم من سفر، أو برء من مرض، أو ما أشبه ذلك، قال: ناقتي سائبة، فكانت كالبحيرة في التحريم والتخلية.. فأما الوصيلة فإن بعض أهل اللغة ذكر أنها الأنثى من الغنم إذا ولدت مع ذكر، قالوا: وصلت أخاها فلم يذبحوها: وقال بعضهم: كانت الشاة إذا ولدت أنثى فهي لهم، وإذا ولدت ذكراً ذبحوه لآلهتهم في زعمهم. وإذا ولدت ذكراً وأنثى قالوا: وصلت أخاها فلم يذبحوه لآلهتهم. وقالوا: الحامي الفحل من الإبل إذا نتجت من صلبه عشرة أبطن، قالوا: حمي ظهره فلا يحمل عليه، ولا يمنع من ماء ولا مرعى.
وهناك روايات أخرى عن تعريف هذه الأنواع من الطقوس لا ترتفع على هذا المستوى من التصور، ولا تزيد الأسباب فيها معقولية على هذه الأسباب.. وهي كما ترى أوهام من ظلام الوثنية المخيم. وحين تكون الأوهام والأهواء هي الحكم، لا يكون هناك حد ولا فاصل، ولا ميزان ولا منطق. وسرعان ما تتفرع الطقوس ويضاف إليها وينقص منها بلا ضابط. وهذا هو الذي كان في جاهلية العرب، والذي يمكن أن يحدث في كل مكان وفي كل زمان، حين ينحرف الضمير البشري عن التوحيد المطلق، الذي لا منعرجات فيه ولا ظلام.
وقد تتغير الأشكال الخارجية ولكن لباب الجاهلية يبقى، وهو التلقي من غير الله في أي شأن من شؤون الحياة!
إن الجاهلية ليست فترة من الزمان؛ ولكنها حالة ووضع يتكرر- في ِأشكال شتى- على مدار الزمان. فإما ألوهية واحدة تقابلها عبودية شاملة؛ وتتجمع فيها كل ألوان السلطة، وتتجه إليها المشاعر والأفكار، والنوايا والأعمال، والتنظيمات والأوضاع، وتتلقى منها القيم والموازين، والشرائع والقوانين، والتصورات والتوجيهات.. وإما جاهلية- في صورة من الصور- تتمثل فيها عبودية البشر للبشرأو لغيرهم من خلق الله.. لا ضابط لها ولا حدود. لأن العقل البشري لا يصلح وحده أن يكون ضابطاً موزوناً ما لم ينضبط هو على ميزان العقيدة الصحيحة. فالعقل يتأثر بالهوى كما نشهد في كل حين؛ ويفقد قدرته على المقاومة في وجه الضغوط المختلفة ما لم يقم إلى جانبة ذلك الضابط الموزون.
وإننا لنشهد اليوم- بعد أربعة عشر قرناً من نزول هذا القرآن بهذا البيان- أنه حيثما انفك رباط القلب البشري بالإله الواحد، تاه في منحنيات ودروب لا عداد لها، وخضع لربوبيات شتى، وفقد حريته وكرامته ومقاومته.. ولقد شهدت في هذا الجانب الخرافي وحده في صعيد مصر وريفها عشرات من الأوهام تطلق لها بعض صنوف الحيوان، للأولياء والقديسين، في ذات الصورة التي كانت تطلق بها للآلهة في الزمان القديم!
على أن المسألة في تلك الطقوس الجاهلية- وفي كل جاهلية- هي القاعدة الكلية. هي نقطة الانطلاق في طريق الإسلام أو في طريق الجاهلية. هي.. لمن الحكم في حياة الناس.. لله وحده كما قرر في شريعته؟ أم لغير الله فيما يقرره البشر لأنفسهم من أحكام وأوضاع وشرائع وطقوس وقيم وموازين؟ أو بتعبير آخر: لمن الألوهية على الناس؟ لله أم لخلق من خلقه؟ أياً كان هذا الخلق الذي يزاول حقوق الألوهية على الناس!
ومن ثم يبدأ النص القرآني بتقرير أن الله لم يشرع هذه الطقوس. لم يشرع البحيرة ولا السائبة ولا الوصيلة ولا الحامي.. فمن ذا الذي شرعها إذن لهؤلاء الكفار؟!
{ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام}..
والذين يتبعون ما شرعه غير الله هم كفار. كفار يفترون على الله الكذب. مرة يشرعون من عند أنفسهم ثم يقولون: شريعة الله.. ومرة يقولون: إننا نشرع لأنفسنا ولا ندخل شريعة الله في أوضاعنا.. ونحن مع هذا لا نعصي الله.. وكله كذب على الله:
{ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون}..
ومشركو العرب كانوا يعتقدون أنهم على دين إبراهيم الذي جاء به من عند الله. فهم لم يكونوا يجحدون الله البتة.
بل كانوا يعترفون بوجوده وبقدرته وبتصريفه للكون كله. ولكنهم مع ذلك كانوا يشرعون لأنفسهم من عند أنفسهم ثم يزعمون أن هذا شرع الله! وهم بهذا كانوا كفاراً. ومثلهم كل أهل جاهلية في أي زمان وفي أي مكان يشرعون لأنفسهم من عند أنفسهم ثم يزعمون- أو لا يزعمون- أن هذا شرع الله!
إن شرع الله هو الذي قرره في كتابه، وهو الذي بينه رسوله صلى الله عليه وسلم وهو ليس مبهماً ولا غامضاً ولا قابلاً لأن يفتري عليه أحد من عنده ما يفتري، ويزعم أنه منه، كما يتصور أهل الجاهلية في أي زمان وفي أي مكان!
ولذلك يصم الله الذين ادعوا هذا الادعاء بالكفر. ثم يصمهم كذلك بأنهم لا يعقلون! ولو كانوا يعقلون ما افتروا على الله. ولو كانوا يعقلون ما حسبوا أن يمر هذا الافتراء!
ثم يزيد هذه المفارقة في قولهم وفعلهم إيضاحاً:
{وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا أو لو كان آباؤهم لا يعلمون شيئاً ولا يهتدون}..
إن ما شرعه الله بيّن. وهو محدد فيما أنزل الله ومبين بما سنه رسوله.. وهذا هو المحك. وهذه هي النقطة التي يفترق فيها طريق الجاهلية وطريق الإسلام. طريق الكفر وطريق الإيمان.. فإما أن يدعى الناس إلى ما أنزل الله بنصه وإلى الرسول ببيانه فيلبوا.. فهم إذن مسلمون. وإما أن يدعوا إلى الله والرسول فيأبوا.. فهم إذن كفار.. ولا خيار..
وهؤلاء كانوا إذا قيل لهم: تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول، قالوا: حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا! فاتبعوا ما شرعه العبيد، وتركوا ما شرعه رب العبيد. ورفضوا نداء التحرر من عبودية العباد للعباد، واختاروا عبودية العقل والضمير، للآباء والأجداد.
ثم يعقب السياق القرآني على موقفهم ذاك تعقيب التعجيب والتأنيب:
{أو لو كان آباؤهم لا يعلمون شيئاً ولا يهتدون}..
وليس معنى هذا الاستنكار لاتباعهم لآبائهم ولو كانوا لا يعلمون شيئاً ولا يهتدون، أن لو كان يعلمون شيئاً لجاز لهم اتباعهم وترك ما أنزل الله وترك بيان الرسول! إنما هذا تقرير لواقعهم وواقع آبائهم من قبلهم. فآباؤهم كذلك كانوا يتبعون ما شرعه لهم آباؤهم أو ما شرعوه هم لأنفسهم. ولا يركن أحد إلى شرع نفسه أو شرع أبيه، وبين يديه شرع الله وسنة رسوله، إلا وهو لا يعلم شيئاً ولا يهتدي! وليقل عن نفسه أو ليقل عنه غيره ما يشاء: إنه يعلم وإنه يهتدي. فالله- سبحانه- أصدق وواقع الأمر يشهد.. وما يعدل عن شرع الله إلى شرع الناس إلا ضال جهول! فوق أنه مفتر كفور!
فإذا انتهى من تقرير حال الذين كفروا وقولهم التفت إلى {الذين آمنوا} يقرر لهم انفصالهم وتميزهم؛ ويبين لهم تكاليفهم وواجبهم؛ ويحدد لهم موقفهم ممن سواهم؛ ويكلهم إلى حساب الله وجزائه لا إلى أي مغنم في هذه الأرض أو مأرب.
{يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم إلى الله مرجعكم جميعاً فينبئكم بما كنتم تعملون}..
إنه التميز والمفاصلة بينهم وبين من عداهم. ثم إنه التضامن والتواصي فيما بينهم بوصفهم أمة واحدة.
{يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم}..
أنتم وحدة منفصلون عمن سواكم، متضامنون متكافلون فيما بينكم. فعليكم أنفسكم.. عليكم أنفسكم فزكوها وطهروها؛ وعليكم جماعتكم فالتزموها وراعوها؛ ولا عليكم أن يضل غيركم إذا أنتم اهتديتم. فأنتم وحدة منفصلة عمن عداكم؛ وأنتم أمة متضامنة فيما بينها بعضكم أولياء بعض، ولا ولاء لكم ولا ارتباط بسواكم.
إن هذه الآية الواحدة تقرر مبادئ أساسية في طبيعة الأمة المسلمة، وفي طبيعة علاقاتها بالأمم الأخرى.
إن الأمة المسلمة هي حزب الله. ومن عداها من الأمم فهم حزب الشيطان. ومن ثم لا يقوم بينها وبين الأمم الأخرى ولاء ولا تضامن، لأنه لا اشتراك في عقيدة؛ ومن ثم لا اشتراك في هدف أو وسيلة؛ ولا اشتراك في تبعة أو جزاء.
وعلى الأمة المسلمة أن تتضامن فيما بينها؛ وأن تتناصح وتتواصى، وأن تهتدي بهدي الله الذي جعل منها أمة مستقلة منفصلة عن الأمم غيرها.. ثم لا يضيرها بعد ذلك شيئاً أن يضل الناس حولها ما دامت هي قائمة على الهدى.